{آلر} قيل: معناه: أنا الله أرى {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ} أي: هذه آيات الكتاب، {وَقُرْآنٍ} أي: وآيات قرآن {مُبِينٍ} أي: بيَّن الحلال من الحرام والحق من الباطل.فإن قيل: لِمَ ذكر الكتاب ثم قال: {وَقُرْآنٍ مُبِينٍ} وكلاهما واحد؟قلنا: قد قيل كل واحد يفيد فائدة أخرى، فإن الكتاب: ما يكتب، والقرآن: ما يجمع بعضه إلى بعض.وقيل: المراد بالكتاب: التوراة والإنجيل، وبالقرآن هذا الكتاب.{رُبَمَا} قرأ أبو جعفر ونافع وعاصم بتخفيف الباء والباقون بتشديدها، وهما لغتان، ورُبَّ للتقليل وكم للتكثير، ورُبَّ تدخل على الاسم، ورُبَما على الفعل، يقال: رُبَّ رجل جاءني، ورُبَمَا جاءني رجل، وأدخل ما هاهنا للفعل بعدها. {يَوَدُّ} يتمنى {الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ}.واختلفوا في الحال التي يتمنى الكافر فيها الإسلام.قال الضحاك: حالة المعاينة.وقيل: يوم القيامة.والمشهور أنه حين يخرج الله المؤمنين من النار.وروي عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا اجتمع أهل النار في النار، ومعهم من شاء الله من أهل القبلة، قال الكفار لمن في النار من أهل القبلة: ألستم مسلمين؟ قالوا بلى، قالوا: فما أغنى عنكم إسلامكم وأنتم معنا في النار؟ قالوا: كانت لنا ذنوب فأخذنا بها، فيغضب الله تعالى لهم بفضل رحمته فيأمر بكل من كان من أهل القبلة في النار فيخرجون منها، فحينئذ يودُّ الذين كفروا لَوْ كانوا مسلمين».فإن قيل: كيف قال: {ربما} وهي للتقليل وهذا التمني يكثر من الكفار؟قلنا: قد تذكر ربما للتكثير، أو أراد: أن شغلهم بالعذاب لا يفرغهم للندامة إنما يخطر ذلك ببالهم أحيانا.